متاعب البريد

18/12/1995

الأخ الأحب شربل.. ليلى
تحية طيبة وبعد.
فلم تسنح المطبعة فسحة لكلمة الباشا، حماك الله وبوّأك أسمى المراتب في دنيا الصحافة، وهي مسؤولية ضخمة لا تنوء على حملها، والصحافة كالنواعير لا تعرف تسرّب الماء من تحتها، بل لترفع الماء فتروي العطاش، والذي وضع أعصابي موضع الاستغراب.. أتسألني قبول المهمة، وأنا على استعداد لتأدية كل المهمات التي أقدر على تنفيذها في هذا الجو العربي المحموم.
كانت كلمة د. عطار في هذا الملحق ذات دراسة واعية، بالنسبة لي فقد قمت قبل سنوات بدراسة لهذا التوحيدي بدءاً مما قدمه استاذي إبراهيم كيلاني بجامعة دمشق، وانتهاء بالمقابسات، ولم أجد الجديد فيها، لكنها نسيت الصديق الذي كتب عنه إمام النثر ابن المقفع، واهتمت بثقافتها الواعية عن أرسطو ومفهوم الصدلقة عن اليونان.
وفي كل خير، كتبت مقالة الأدب وأمراض الأدب، فأجد قلمي يمشي ويمشي ويهرول ويستنجد، فأوقفت صفحاته ورحت أختصر، فاعذرني فلم استطع العمل على تحسين خطي، فاقبله كما ورد في هذا التصحيح ولا تؤاخذني، واقبل مني هذه المشاركة المتواضعة تأدية أخوة لمدفوعات الطوابع. وقد كنت وحدي أدفع قيمة الطوابع لكل مراسلات مجلة غربة التي لم أنل منها دولاراً واحداً.
أخي الأحب..
لك مني كل الدعوات الصادقة بأن تبقى ليلى محلقة في جو أدبي وثقافي وفني راقٍ، وأنت أهل لها وهي أهل لك. مع أطيب تحياتي لحرمك المصون ليلى حفظها الله، وتحياتي إلى عمك الجليل عصمت، وله مني أطيب الود.
وإلى اللقاء.
أرجو أن ترسل لي نسختين.. إحداها أرسلها إلى ابنتي وفاء في لندن، فأخفف عنك متاعب البريد.
واسلم ودم
لأخيك
محمد زهير الباشا21/12
أخي الأحب..
لم أستطع وضه هذه ارسالة في البريد بسبب عطلته عن العمل من أجل الجدال حول موازنة الحكومة الفيدرالية، واليوم أرجو أن تتسهل الأمور.
وإلى اللقاء، وأنتم جميعاً في صحة وعافية بمناسبة قدوم عام 1996م، وجعلكم جميعاً قدوة في الدفاع عن الحرية والعدالة والكلمة الصادقة.
زهير**