‏إظهار الرسائل ذات التسميات صحة وعافية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات صحة وعافية. إظهار كافة الرسائل

صحة وعافية


دمشق/1 كانون الثاني 1988

أخي الأعز الشاعر شربل بعيني

تحية طيبة وبعد

فأرجو أن تكون والاخوة الأدباء في أتم صحة وعافية.. فآلة العيش صحة وشباب، كما قال أستاذ الشعراء المتنبي، وكيف يمتلك الأديب صحته وهو يقدم دفء حياته من أجل من يعشق وما يعشق، وقلبه شباب دائم لا يعترف بالمشيب؟!

أعيش هذه ألأمسيات مع مؤلفاتك عيشة الزاهد بكل صفحاتك، أقرأ تصويرك المجنح، وأتلمس عذاب الضمير، هذا الضمير الذي رفّ سلاماً وبركة وحضارة في كل عصر، حين التقت الأرزة والنخلة في مضمار عطاء حضاري نبيل.. ويطول الحديث عن الاستعمار وذيله اسرائيل، فقد نام الضمير العالمي، استغفى واستعفى، استجلبوا ضمائر قدّت من نار السامري، ولم يتذكروا حساب فرعو على ميزان العدالة بريشة طاووس. واستلبوا من الانسان نور عينيه، منذ وصول رسالتك إليّ، وأنا أعترف لك بأنك منحتني ثقتك الغالية اعترافاً، أود من خلالها أن تستمر مواسم الخير والجنى بيننا، ليكون التعامل مثمراً، وقد تعودنا على الوضوح، لهذا كثر العزال والحساد واللائمون ووو..

فكرة تأليف كتاب لاقت منك الثقة والتأييد، هذا جيّد، ويمكن الارتياح لهذه الفكرة، لكن الصعوبة يا أخي تكمن فيما يلي:

1ـ موافقة من الجهات الرسمية تحتاج إلى أشهر.. فالجهات الرسمية عديدة، ومن الضروري أخذ موافقتها.

2ـ تأمين الورق الجيّد للطباعة يكلف كثيراً كثيراً، إن من السوق السوداء الخاصة، أو من غيرها.

3ـ تأمين الكرتون.

4ـ أجرة الطباعة في هذه الأوقات غيرها قبل عام أو عامين أو ثلاثة.. وأنتم تدرون بالأسعار وبالتكاليف من أجل أن يكون الغلاف جيداً، فهي باهظة.

لهذا فإني أقترح ما يلي..

استمر بتأليف الكتاب عن نتاجك الأدبي، وأرسله إليك مطبوعاً على الآلة الكاتبة، وفي سيدني تتكرم أنت فتشرف على طباعته ونشره، فالطباعة لديكم أسهل من غيرها في بلاد أخرى.. (وأن توافيني بتفاصيل عن حياتك بترجمة تبين فيها صعوبة الحياة في الوطن، في المهجر، الأعمال الكاملة التي قمت وتقوم بها). ويمكن أن يكون الكتاب يحمل عنوان: شربل بعيني بأقلامهم 3، أو أي عنوان آخر يتفّق عليه.

بانتظار ما يمكن أن نتفاهم عليه، أتمنى لك دوام العنفوان والغضب، وأن يبقى صدرك بحراً زاخراً يقذف الطحالب من براثنهم.. لكن لي عتاباً على الدكتورة سمر العطار، كنت بانتظار رأيها حول ما كتبت بكل صراحة وقوة، إذا بي أفاجأ بكلمة شكر ترد في رسالتها للأخ نعمان، مع العلم أني أتلقى رسائل حول ما أنشر عمن يكتب ويبدع، إلا صاحبة اليراع المتمرد، فأنا لا أكتفي بما ورد.

وللأخ كامل المر أطيب تحياتي، فقد وصلتني تحيته برسالة للأخ نعمان.. فشكراً له.

تحياتي الصادقة إلى الأخ كلارك، وليبارك الله لكم غزارة الرؤى والمزيد المزيد من الغضب على لصوص الدم والثروات، والجاحدين، والذين لا يعملون ويسيئهم أن يعمل الآخرون.

مه هذه الرسالة صورة عن مقالة حوارية: حوار في ضباب، أرجو أن ترى النور في إحدى مجلاتكم، وأن توافيني بنسخة عنها.. (الجورية والقذيفة)، فمتى يعود العطر إلى شمس بلادي؟

المخلص

محمد زهير الباشا
**