دمشق/السبت/26-9-1987
أخي الأعز الشاعر شربل بعيني المحترم
تحية شوق ومودة وبعد
فمن يد كريمة ونفس سمحة، وصلت إليّ مؤلفاتك الخمسة مع مؤلف الأستاذ كلارك بعيني، ويبقى فضل هذا الوصول للأخ الأديب الأستاذ نعمان، بعد أن استفسرت عن وصولها بالبريد، وكان الجواب سلبياً كعادة نبلاء هذا العصر.
أخي الأعز..
البحث عن عبير وردة فواحة مشكلة كل عاشق، والإنغماس ذوباً برؤية بسمة، هي قضية كل شاعر وفنان أصيل، والحب كل الحب صدق يتوهج في كل قلب، والضمير المتيقظ على غروب أمل يشقيه فجر يتوهم قربه.
وإذا ما سارت النفس مع كلماتك في مؤلفاتك، يسعدها أن تلتقي بها لتعرف كيف أن طريق الجلجلة وحده يصنع الأرواح ، ويهندس النفوس.
كم كانت لحظات ممتعة وأنا أتلقى من الأخ نعمان تلك المؤلفات، وكم كانت لحظات ممتعة وأنا غارق في ـ اللوحة الدمشقية ـ الخصبة التي رسمتها بإمعان وإخلاص للحرف أنامل الدكتورة سمر العطار.
وكم كنت أتمنى أن أعرف ألوان ومشاهد تلك اللوحة التي ظلت في درج الاختفاء لا يعرفها إلا المقربون والعارفون، لكن ليس لي نسخة سوى النسخة التي تفضّل بها وأعارني إياها الأخ نعمان. ليتك تتوسط لي مع الأديبة فترسل لي نسخة من روايتها، التي زخمت وجمعت ونوعت، إذ يحلو لي العودة إلى روايتها لأستقي منها دراسات جديدة، لعل الأمر يتوفر لك، فأكون لك من الشاكرين.
كما يسعدني أن أجعل من دراستي المتواضعة عن مؤلفاتك كتاباً خاصاً بنتاجك الشعري، فما هو رأيك؟.. إذ الدراسة الموجزة، نقداً أو شرحاً أو تعليقاً، أو تحليلاً، تبقى مغامرة قلم في لحظة توهّج، أما الدراسة الموضوعية الشاملة التي تظهر في كتاب تكون أجدى على الأدب العربي (في المهجر الأسترالي). بانتظار موافقتك، أتمنى أن أقرأ لك المزيد المزيد من هذا العطاء الغني، وأنا اليوم أعيش أسعد الأيام مع مؤلفات شعرية لأديب مهجري في البرازيل، ليكون اليوم الآتي كتاباً متكاملاً عنه.
مع أطيب تحية وأعمق مودة لكم وللأخ كلارك، وللأديبة الروائية الدكتورة سمر العطار، وبانتظار رسالة من يدك التي تزرع الأمل في القلوب.
وإلى لقاء قريب.
محمد زهير الباشا
دمشق
**