مجلة ليلى

15/11/1995

أخي الأحب شربل
أطيب تحية وأغلى مودة وأصفى من قلوب العذارى، أزفها إليك، وقد وصلت إلى قلبي (ليلاك) التي عشت من خلال صفحاتها أحلى الأوقات، وقد قتلتنا الغربة التي لم تكن يوماً حلماً في ليلة صيف من أيام شكسبير.
وكانت (ليلاك) بصفحاتها، بكلماتها وبصورها، مفاجأة تحمل عذوبة الروح، وحلاوة الأمل، والغنوة المشتهاة.
أن تصدر مجلة في الغربة ليس بالامر السهل، ليعطي الآخرين بسمة، موقفاً، جرأة، سفينة مرة، شراعاً مره، تجذف لهم في مياه عكرة، وتقطع أوصال القلوب الصدئة.
أن تصدر مجلة في سيدني، هذا فخر لكل لسان عربي عرف الصفاء هدفاً، والنبل عنواناً، والسير على شظايا الأحداث التي تمزق العربي.
ويلاه.. من أمة ذبحت أبناءها باسم التطور، وباسم التكتل، وباسم وحدة الهدف ووحدة الصف.. وإذا بنا امام حجافل التأخر في خندق واحد مع العدم والفناء. وإذا بنا أهدافاً طيعة لكل مخططات الإجرام والنظام الدولي. وإذا بنا نجري نحو هدف واحد لا غير: تمسكوا بالكراسي يا أصحاب الدماء الزرقاء.. وضاع المصير.
ويل لقحطان من عدنان.. ويل للغساسنة من آل ذبيان.. التاريخ تحجر وتوقف ليشهد انحدار أمة كانت مرة تحمل اسم كنعان وآرام وفينيق وحبرون وصيدون!..
أخي الأحب..
لقد استرسل بي القلم، وأنا أود أن أهنئك (بليلى) وهي في القلب لما أطلت عليّ، وأنا أغترف من صفحاتها المودة والمحبة والوفاء.
وأهنىء ليلاك بهذه الهمة العالية، كما أني ازددت معرفة بالأخ الشاعر غصمت ألأيوبي، وكنت أجهل إبداعه الشعري. وأشكر لك أيها الأخ الاحب أنك أعطيت (أرأيت الذي) جناحاً في عرس ليلاك.. وشكراً لك أنك جمعتني والأخت كونستانس الباشا على مزود واحد، فلك مني أطيب الدعاء والتهاني بأن تبقى جبهة الخير بأيدي أهله وضاءة في هذا العصر. وأنت الخير وأهله. وفقك الله وأيدك.
أخوك
محمد زهير الباشا**