المتنبي

فرجينيا/15/10/1993

الأخ الأحب والشاعر الملهم شربل بعيني حفظه الله..
تحياتي وأشواقي وبعد..
فقد سرّني أنك شاركتني بالفرح عن كتابي المتواضع (المتنبي يجلو مقلتي نسر)، شاكراً لك تفضّلك بنشر مقالك عنه في الجريدتين: البيرق والعالم العربي، وقد أعجبتني أحكامك النقدية على بساطتها، لكنها عميقة الهدف، هيابة لمن هو ذلك الشاعر.. المتنبي.

في تلك البساطة عفوية قلمك الذي عرف الشاعر والشعر، وجرب معاناته في ديوان يصدر إثر ديوان، حتى مناجاة علي، فنقطة الزيت، والرب الذي يحمي رعيته، لا بد وأن لها من القدسية ما يشفي الجرح والندب والغربة.. وتسألني: أأعجبك المقال؟. كيف لا يعجبني وقد خط بيراعك وقدرتك ومهارتك. الكتابة تكون شعراً أو لا تطون.. تكون نثراً أو لا تكون.

وأشكر نجوى على كتابها حول مناجاة علي، فإن إسهامها بما قدمته من نتاج، وما قدمته من معلومات تاريخية وحقائق إنسانية في حياة الخليفة علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، ما يشير إلى مكانته في قلوب عارفيه.

أخي شربل..

أقوم بدراسة وبحث شامل عن شعراء عصبة الأدب العربي في البرازيل، وأكتب هذا البحث باللغة العربية.

السؤال الآن: هل لديكم جامعة تقبل مثل هذه الموضاعات بالعربية، فأقدم إليها مخطط البحث، وهي تضع وتشكل لجنة لمناقشة هذا البحث، ومن ثم يتم منحي شهادة بالدراسات العليا وفق منهج الجامعة.

أرجو أن تخبرني بذلك حتى أتمكن من متابعة هذه الدراسة والاتفاق مع الجامعة، أي مع المسؤول عن ذلك، ومن ثم عقب الانتهاء أكون بطرفكم.. ضيفاً وزيارة ودراسة، فهل تخبرني بالجواب لأكون على بينة وصواب، وهذا أمر ضروري بالنسبة لعملي في هذه الأكاديمية.

وتسأل عن صحة العم سام.. إنه وعشيرته يصل (للبدو ياه) زنحن، أخي شربل، سلمنا أمرنا له بعد أن حشرنا جميعاً في النفق الناري، الذي يحرق ويبدد ويمزق، ونحن لهذا النقد وقود وحجارة وأغصان جافة تلتهمها الأحداث.

تحياتي للاخوة في الرابطة، ولا أدري هذا العام لمن تقدمون جائزة جبران الأدبية؟ فالاحتفالات التي جرت بدمشق حين منحت لأحدهم، جعلت الجائزة ذات شهرة أعلى وأغلى من الذي مُنحها. وأنت أدرى به.. سامحه الله.

أخي شربل..

أحييك وأتمنى أن تكون في صحة وسعادة، ولعلك تتحفنا بمناجاة جديدة اسمها: مناجاة راشيل تيمناً بأبو عمار! حاول هذا مع كل الجراح النازفة.

وإلى اللقاء وأنت بأطيب حال.

ودمت لأخيك
محمد زهير الباشا
**