أرض الأحرار

فرجينيا/24/9/1989

أغلى ألأحبة شربل

أحييك أطيب تحية وأصفاها وبعد..

فألف ألف شكر لما قمت وما زلت تقوم به أنت والاخوة من أهل الأدب والفكر من ذوي الخبرة بهذه الحياة، بمباهجها وآلامها، بأتعابها وأمنياتها، والحمد لله أني التقيت بصهري مع أسرته، فلو كنت في أرض الوطن لاستمر الغياب عذاباً وألماً..

وأشكر لك أياديك البيضاء التي غمرتني بالكتاب التذكاري وبسواه، اعذرني فلقد أتعبتك، لكنك والله تستحق كل خير، كل بركة، كل محبة من القلوب المتعطشة لكلمة صدق تقرؤها في شعر، في موقفك، في المبدأ الذي لن تحيد عنه: مبدأ الحرية، حرية التعبير، لا حرية التدمير، حرية القول لكل الناس، لا للغول الذي يفترس الضياء من عيون الأرامل، من أنات المبعدين، في زنازين الطغاة والجلادين..

ويوم الجمعة الماضي، زرت لأول مرة مكتبة صحيفة الأمة، واطلع المسؤولون هناك على صوت المغترب، فكانت لفتة طيبة منك ومن الجريدة التي نشرت: محرر الأمة ويوم محمد.. كما قمت بإهداء ذلك الكتاب إليهم وإلى المسؤولين في الأكاديمية، الذين لا يضحكون إلا ضمن أصول التربية والتعليم!!..

فألف شكر يا أخي شربل، وثق تماماً أن كل كلمة ألقيت قد اطلعت عليها وقرأتها بنبضات قلبي، وقدرت موقفك بأن تعطى الحرية لكل متحدث كما يريد دون أي توجيه أو إرشاد، فأستراليا أرض الأحرار، في يوم يجمع المبدعين والطيبين وكافة أبناء الجالية، في يوم الوحدة الوطنية، وكفى ما جرى في لبنان..

أرجو لو تكرمت بنشر الحوار الذي دار بين شهرزاد والمتنبي في أي صحيفة تجد من المناسب نشره، فهي ذات وذات وذات، واترك لك حق الخيار.. وذلك في العدد الذي ضم كلمة: من محرر الأمة إلى محمد..

وأما الاخوة الاساتذة الذين شاركوا، فلهم الفضل الكبير في هذا المهرجان الذي جمع القلوب على الكلمة، والكلمة إن لم تكن صدقاً اهترأت مضامينها.

أخباري، كما تعلم، التدريس يضني الأعصاب، لكن لقمة العيش بحاجة إلى كدّ ومتابعة، فالحياة لا ترحم المتقاعسين.

أرسلت للأخ حسن قياسي رسالتين، الأولى منذ وصلت إلى هذه ألأرض الجديدة، والثانية قبيل فترة، ولم أتلق منه أي رد، رغم أني أقدر فيه موهبة الرواية، التي تحتاج إلى ممارسة ودربة، أنت أدرى به، وإن ارتضى بموقفه هذا فلنا الرب وحده.. وهو حر بموقفه؟

الأخ نعمان حرب ما زال يراسلني، وما زال على وفائه وتمسكه بالاخوة، وهو الأفضل بين الذين يراسلونني من دمشق. دمشق هذه علمت أصحاب ألأقلام الجحود ونكران الجميل والأنانية المشبعة بالبغضاء، إذ كان كثير منهم على وداد وأنا معهم بدمشق، فما إن سافرت حتى غربوا عني، ولله في خلقه شؤون.

وأرجو الله أن يجمعنا في هذه البلاد، وإن كانت أعمالك لا تسمح لك وقت التدريس، فلننتظر الفرصة المناسبة لوصولك إلى بيتك هنا، إلى من يتلهف للقاء بك وأنت الأخ الأوفى.

أخي الاعز..

هل في واشنطن أو فرجينيا أخ من اسرة بعيني، فأتشرف بالتعرف إليه.. هل في واشنطن من هو من أبناء مجدليا، فأتمنى اللقاء والتحدث معه.. الغربة كربة يا أخي ألأعز.

على كل الأحوال أصبحنا وأمسينا ولا أحد يزعجنا ليلاً، ويبلغني وجوب الحضور إلى... أو يجب السير معهم إلى... ألا يكفي أن هذه الأرض رحبت بنا دون مقابل؟ ويبقى في القلب غصّة كبيرة (حب الوطن) مغروس في كل خلية فلن ننساه.

تحيات أم تميم وأسرة الباشا التي قدرت فيكم الوفاء يا أبناء مجدليا. وتحياتي وأشواقي للاخوة أعضاء رابطة إحياء التراث العربي، وللجميع أطيب الأماني بالتوفيق والنجاح.

والى اللقاء

المخلص
محمد زهير الباشا
**