ألف شكر وشكر


فرجينيا/30/تموز/1989

أخي الأحب شربل

تحية طيبة وأشواقاً وبعد..

فشكراً، بل ألف شكر وشكر عمن قال ووفى، عمن صدق في كلمته، وفي شعره، وفي زجلياته، وفي مواقفه..

سلمت يداك.. فكل الطرود وصلت.. القلم الذهبي والكاسيت والصحف، وسلمت يداك.. والفيديو وصل مع الصحف والكتب.. ووضعنا شريط الفيديو عقب قراءتي رسالتك، لكنه لم يعمل، فهو على النظام الخاص.. خلال أيام سأراه بعد العثور عمن يضمن جهازه عملية التحويل من نظام إلى نظام.

لقد طوقتم عنقي يا أبناء مجدليا، ويا أدباء المهجر في أستراليا. كل كلمة ألقيت في يوم لبنان لا أستطيع أن أفيها حقها من امتناني وعرفاني بالجميل.

ويأتي إهداء الرابطة عملاً يطوّق عنقي إلى الأبد.. فألف شكر.. ولا أجد العبارة التي تعبر عن امتناني لكم جميعاً، وبهذه المواقف الانسانية قطعتم ألسنة الحسّاد والمخرصين.. قطعتم ألسنة الأثرة والنرجسية، ولما اتصل بي مدير التحرير المسؤول لصحيفة الأمة، يرغب إعادتي التعاون معهم عقب توقفهم ثلاثة أشهر تقريباً، أعلمته ما تفعل وفعلت أياديكم البيضاء بيوم لبنان، فطلب إرسال المنشورات إليه، وكان ما نشر في جريدة الأمة.. كما أرسلت إليه مقالة: مات الكرام يا شهرزاد.. فاتصل بي هاتفياً قائلاً: إنه عنوان تشاؤمي، فهل نأخذ العنوان من الحوار الجاري بين شهرزاد والمتنبي؟ فنشر كما تتكرم بقراءتها.

أعلمني الأخ نعمان حرب أنه نشر بالثقافة الأسبوعية كلمة عن كتابنا: شربل ملاح يبحث عن الله، لم تصلني الكلمة بعد.. مع العلم أني أرسلت إليه بعضاً من نماذج المنشورات حول يوم لبنان. كما أنه زار د. سمر العطار في بيتها في عرنوس.. ولمعلوماتك، وأنت الأخ الأعز الحريص على كل دقة من نبضات قلبي.. إذ بالأكاديمية تتصل بي لأشارك بتطوير مناهج الغة العربية للحضانة والابتدائي والاعدادي والثانوي، فقد جاءهم الصواب، لأنهم يتعاونون مع أساتذة الأكاديمية الذين عملوا معم منذ أربعة أعوام، وحضرت لأجد الانحراف باللغة والأخطاء التربوية والآراء المتعفنة، فوضعت في موقف حرج، إذ اتفقت الأكاديمية مع خبير تربوي، وعرضت عليّ دراساته، وهات يا أخطاء في اللغة، وفي التحليل، وفي وفي.. ثم أرسلت إلي الادارة ألا أرشده وألا أصلح له أخطاءه، فاستغربت، وطبعاً توقفت المناقشة بيني وبينه.

وغداً الاثنين.. تصل ابنتي وفاء من لندن، وسيلحقها زوجها بعد شهر فلم أره منذ خمسة أعوام، وعلى كل.. الحمد لله.. إن أم تميم تزداد نظرتها تفاؤلاً، وهي تقرأ كتاباتك، وتسمع ما هو وارد في شرائط التسجيل، وتدعو لكم بالخير والبركة.

وأتمنى، بل تتمنى أسرة الباشا، أن تتكرموا بزيارتنا في أرض الغربة، وكل غريب للغريب نسيب، ونتمنى كلنا أن تكون الأيام القادمة وقد تعافى لبنان، وعادت إليه صحته ونشاطه ومكانته، وقد محا عنه الصفحات السوداء من تاريخه.

كما أرجو أن تخبرني إذا كان الأمر متيسراً بأن تكون لديك أسماء لأشخاص يمكن أن أتفاهم معهم في حقل الثقافة والأدب والصحافة في أرض كولومبس.. هذه مجرد فكرة.. كنت كتبتها برسالة سابقة، فإقامة علاقات اتماعية مع أناس طيبين يخفف الكثير من عناء الغربة وعذابها.. ولي أمل كبير بأن تسعى جهدك فأسمع: شارع المواويل.. وقد شدت بها إحدى الحناجر..

وهذا المهرجان العظيم، لم يكن عظيماً لولا وقوفك الجبار، وشعرك المبدع، وأبناء (المجد لله) والطيبون من الادباء.. فالجميع كانوا وما زالوا وسيبقون يداً تعمل وتكتب وتبدع، وقلباً واحداً يزيل الضغائن من النفوس.

أخي الحبيب..

أحييك أطيب تحية.. ولكل الاخوة من أدباء وفنانين وصحفيين وإعلاميين أطيب تحية وسلام.

وإلى اللقاء..

فليعذرني كل صاحب قلم وأنامل فنية، فلا أدري كيف أرد صنائعكم؟

أخوك
محمد زهير الباشا
**