فرجينيا/17/7/1989
أخي الأحب شربل
حرسه الرب ورعاه وبعد..
فقد توالى الخير مبشراً بمهرجان يوم لبنان، وفي كل لفتة كريمة منه عبير من أشواقي إليكم، وفي كل كلمة عنجهية كنعان وفييقيا وأبجدية عمريت.
وكان حراماً على قلوبهم السرور، الذين ظنوا فذاقوا الثكل، فكأسنا واحدة مترعة بخمرة ألأبدية، فما تعجبت من لفظهم، نجوع ونحيا بقطرة منه، تظمأ النفس، وصرنا نستقي غمام المتنبي، والوغى في أرض الوطن يستقي المنايا، وحسب المنايا أنها باتت أمانيا..
وصلني الخير، فامتلأت الدنيا حبوراً، فكيف لو وصلني من يدك الطيبة نبأ عزمك الوصول إلى أرض الكولومبس، إلى بيتك.
وصلتني ثلاثة طرود بيومين متتاليين، الأول ليس به تاريخ سوى رقم 1750 على المظروف، وبه تعلن العزم على إقامة المهرجان.. ثم وصل إليّ طردان في أحدهما شريط تسجيل، وفي الثاني قلم الحبر الباركر المذهب، ولا أدري كيف أستطيع رد جميلكم الذي غمرتموني به..
فمن أشكر؟
هل تكتفي كلمة الشكر لأياديك الطيبة؟
هل تكتفي كلمة شكراً لأبناء مجدليا ولمختارها؟
هل يقبل مني كل متحدث بهذا المهرجان، يوم لبنان، كلمة؟
الشكر لك، وأنت الأدرى بأن واحداً من عشرة قد شكر السيد المسيح عقب شفائم.
المتحدثون بالمهرجان.. الصحفيون.. أهل الفن.. رواد المعرض.. المشاركون.. الطفلة ريما.. الثنائي الفكاهي.. رابطة إحياء التراث العربي التي هزتني مفاجأتها بموافقتها على منحي جائزة جبران في وقتها.
ولما وصلتني كلمتي المتواضعة التي وافقتم على أن تشارك احتفالكم، قرأتها أمام الحاضرين من ألأقارب، ولما التفت إلى أم تميم نعمة، وجدتها غارقة بدموعها، وتشاركها بالدموع والفرحة ابنتي لينة، أما أنا فقد استطعت أن أحبس آهاتي ودموعي، وعيب على الرجل أن يبكي، فبكى قلبي على وطني، وعلى عشيرتي، وعلى ألأهل في ديار الغربة، وكلنا بالهم شرق وغرب.
ولا أنسى الإهداء الكريم الذي ابتدأه أخونا كلارك بعيني، وأتمنى أن أتلو زجلياتي التي تشكر كل من قدم لي زجلياته إهداء وتأييداً.
وهذه رسالتك وفيها نبضات قلبك باللغة المحكية: مش رح أكتب لك بالفصحى.. والإذاعة تحدثت بالفصحى، مع كل الشكر للمذيعة ماري ميسي.
وتأكد يا أخي شربل أنه ما في لغة باالعالم كله تتسع لكلمة شكر أقدمها لك.. إلى اللقاء.. أرجو أن تتكرم فتشد على أيدي المؤيدين والمشاركين والمهنئين. فللجميع أطيب أمنياتي وعرفاني لهم بالجميل. ولتكن مشيئة الله في الخير لكل الناس، يا أحب الناس، ويا أكرم الاخوة.
أخي شربل..
1ـ عادت المجلة الأسبوعية الأمة للصدور منذ أسبوع، وقد نشرت لي مقالة: الواقعية السحرية في الرواية من ماركيز إلى نجيب محفوظ. وفيها نحدثت عن: شهرزاد، ودستويفسكي، وأحمد سنبل، ود. سمر العطار، ومحفوظ.. ولما أعلمت مدير التحرير بأمر المهرجان ـ يوم لبنان ـ طلب مني إرسال ما طبع عن المهرجان.. أرجو أن أوفق بنشر ما أرسلته عن المهرجان، وسأوافيك بما سيتم، وطلب مني موافاته بالدراسات والمقالات.
2ـ هل باإمكان التعرف على أخ مغترب من لبنان، يمكنني التفاهم معه على ألأمور الأدبية أو الثقافية أو غير ذلك، مما يخدم الفكر والعقل والآمال الطيبة، فالغريب للغريب نسيب، لأن الأخ الطيب بالغربة يخفف غلواء الغربة، مجرد رأي أرسله إليك فهو قابل للمناقشة.
أحييك، وأشكر لك جميع مساعيك الطيبة.
وإلى اللقاء
محمد زهير الباشا
**