شؤون خاصة

فرجينيا/13/7/1990

أخي الأحب وشقيق الروح والقلب شربل
تحياتي إليكم وإلى الأسرة وإلى الاخوة أعضاء الرابطة، وإلى كل من حمل قلمه للدفاع عن الحق والانسانية.
كيف صحتك أولاً وصحة الوالدة الكريمة؟ أرجو أن تكونوا بصحة وسعادة ولله الشكر دائماً.
وليبارك الله قلمك المسرحي في مسرحيتك (ضيعة الأشباح)، وهي المسرحية الرابعة.. ليتك تروي لي أفكار هذه المسرحيات، ومن هم الشخصيات الذين اخترتهم: قصة لبنان مثلاً، الأزلام، والأصنام.. ضياع البلد ليبقى الأشباح حكاماً، ولينقلب الشعب إلى مرتزقة.

طلبت الأكاديمية هنا مسرحية أقدمها مجاناً لله تعالى، وكنت خلال هذا الطلب مغموساً كلياً بالذهاب إلى المستشفى، إلى الصيدلية، إلى البيت، إلى العمل، فقدمت لهم نشيداً، وكانوا ينتظرون مني مسرحية ما، ورغبت أن أعوض عما فات، وقدمت للمسؤولين فكرة بأحداث ليلة مسرحية يدعى لها السفراء والمسؤولون وأولياء الأمور، فقبلوا، ووضعت خطوطاً موجزة للمسرحية فجاء الرد: اتركها للعام القادم.. وهكذا تجري الأمور..

أشكر لك وصول ديوانك أحباب، حياك الله، فأنت حريص على الوفاء والإخلاص بتعاملك مع الناس المخلصين.. لكني لم أجد مقطوعات زجلية موجهة من قلبك إلى قلبها.. من هي لا أدري؟ فهل كانت معزوفة حب وحدها كافية؟ ربما.. وأنا أفضل أن أعرف، إذا سمحت لي، المكنونات الخاصة التي تدغدغ أحلامك.. إذا سمحت.. فاعذرني لهذا التدخل في الشؤون الخاصة، وهذا ليس تطفلاً بل محاولة لمعرفة كل الجزئيات التي تدفعك إلى قول الشعر، إلى الغزل، إلى الحقيقة.. فأنت مشدود إليها، وهذا طبيعي، ومشدود إلى أرزة لبنان، وهذا بديهي، ومشدود إلى الشعر ليكون موطن الاستقرار، وأنت العاشق في كلٍ.

اعذرني، فلم أستطع أن أطبع دراستي المتواضعة حول أحبابك، فأنا مضطر لأن أرسلها إليك بخطي التعيس، وليعذرني من يطبع حروفي، ومن يقرأ أسطري، أعانه الله. ولعلي أفوز برضاك ورضا الاخوة أعضاء الرابطة في كل ما أقدمه بتواضع وأمانة، ومن حسن الحظ أن النادي الذي سيرى النور قريباً أصبح اسمه: نادي التراث العربي في واشنطن.. وسيحاول المسؤولون أخراج وإصدار مجلة شهرية أو فصلي..

لكني أجد الصعوبة بإصدار القصة الأولى للأطفال من حضرة الرسام، سأصبر على هذا ريثما تصدر القصة الأولى، وأرجو أن أتابع إصدار سلسلة للأطفال.

صوت أميركا أخذ مني حديثاً عن الأدب المهجري في أستراليا، وكيف كانت أصول هذا الأدب، متمثلاً في دواوين الشاعر شربل بعيني، وكيف كانت كلمة الأخ كامل حول مخطوطاتي، التي لم ترَ النور في بلدي، لأنني لم أكن إمعة، وشرحت للإذاعة سبب ذلك، وسيذاع هذا الحوار في الشهر القادم ضمن برنامج أهلاً وسهلاً.

دعواتك الطيبة بأن تنهي المطبعة الخطوة الأولى من طباعة (المتنبي شاعر يجلو مقلتي نسر)، وما زلت منهمكاً بغزل المتنبي، وهو غزل رائع، مع كتاب قصص للأطفال، فاعذرني إن تكلمت عن كيفية أمضي أيامي في هذه العطلة الصيفية، فها أنذا أضع كل ما تعرف عني بين ناظريك.

تحياتي وأشواقي للوالدة وللاخوة أعضاء الرابطة، راجياً الله عز وجل أن يحمي الوطن من أشراره، وأن يعيد البسمة على شفاه المقيمين والمغتربين والاحباب.

والى اللقاء..
واسلم لأخيك
محمد زهير الباشا
**