غربة

فرجينيا/18/5/1992

الأخ الأعز شاعر الرقة والغزل شربل
أحييك أطيب تحية.. ولعل كتابتي هذه تحمل ما أود من مشاعر أخوية وأمل كبير بأن أرد لك جزءاً من وفائك وشهامتك بهذا التعامل الذي لا أنساه أبد الدهر.

ماذا أفعل؟ وكيف أخبرك عما حدث معي في مجلة (غربة)؟ لم يعرف المسؤولون عنها أن الصحافة ثقة وتوقيت محدد وحقيقة واضحة، فلست على استعداد لأن أنقد الشبكة العربية الأميركية، وهي إذاعة مرئية، وإذاعة سمعية، مقابل الثمن الذي سيدفع للمجلة.

لست على استعداد لأن أؤجل العدد إلى ما شاء الله، ونحن تحت أوامر وتعليقات أحدهم التي لا تنتهي.. وتحت المواقف التي أبعدت المحردين الواحد تلو الآخر.

لست على استعداد أن أبيع وقتي هكذا دون أن يكون لدي سوى الابتسام الماكر، ولحمي يكون مراً شديداً إن اشتعلت دماؤه. أعطيت ثم أعطيت لأربعة أعداد ما استطعت، وهيأت كل المواد المخصصة لي ضمن المجالات الادبية.. من شعر ونثر ومقالات وتعليقات، ووجدت بعد ذلك أني المسؤول الأول والأخير عن التقصير في إصدار غربة. لقد ثرت يا أخي شربل وودعتها، وصوتي يعلو على مساوئهم، وحاول صاحب غربة أن يعيدني لحظتها، لكني فضلت الاستمرار بالابتعاد. كما أني فوجئت بالعدد الرابع وفيه مقالة غير مذيلة بمن سطرها وعنوانها (من مزبلتي إلى مزبلتك)... فهذا عنوان لا أرضاه.. قلت لهم: ليس لدينا مزبلة لتبقى المزابل لدى كلابها، وإذا نشرتم رداً فاكتبوا اسم صاحب الرد، رغم أني لا أوافق على مثل هذه السياسة في علاقاتنا مع الصحافة. إنهم زملاؤنا، وستبقى العلاقة طيبة، لا وسخة رداً على وسخهم!

القضية أن أحدهم يستغل صاحب المجلة وزوجته بمعلوماته الصحفية، ولغته ونكاته المصرية، وأنا لا أستطيع أن أهضم دجالاً في الصحافة.. يكفي ما حل بنا من دجاجلة الفكر والقلم والشعر والتعليقات!.. ولما التقينا في بدء وضع مخطط للمجلة اشترطت شيئين: الوضوح .. وعدم الطعن وعدم الغدر بالغياب. فكل شيء يجب أن يكون على المكشوف، وسارت الرياح بما لا تشتهي كل النفوس.

أكرر لك عذري بأن أطلت عليك زفرات كلماتي الغاضبة، وليس لي سوى قلبك الكبير الذي بدأت به سيرة ملاح يبحث عن الله.

أرأيت كيف نغرق النور ونطفئه حباً بالانانية واندفاعاً للشهرة المقيته التي لا ترتكز إلا على الشر والانانية وحب الذات فقط.

أخي الاعز..

أطيب تحية لك وللأسرة، وللإخوة أعضاء رابطة إحياء التراث، وكل من أغدق علي وفاءه ومحبته ونبل مقاصده.

وإلى اللقاء.. بأخبارك السارة بإذن الله.

أخوك
محمد زهير الباشا
**