الأمل في الصبر

25/4/1991

أخي وشقيق الروح والقلم شربل بعيني
سلاماً وأشواقاً وبعد..
فما أخبارك؟ وما مشاريعك؟ وما أمورك الصحية أولاً؟ أرجو من الله أن تكون بخير وصبر وتفاؤل..
العصفور الجريء.. لم يسمح له أهل الحسد والكيد أن يطير بحرية، وأن يشدو لكل الأقفاص وقد احتوت على قضبانها أروع الحناجر وأحلى الأغنيات.

كل حاسد بدأ يلقم العصفور بحجر، ويرميه بالكلام، لعله يختفي وهو الأجرأ، والأشد عتواً على الظالمين، ومن منهم البريء حتى يرمي العصفور بحجر؟

وحمدت الله أن نالت القصة إعجابك وحازت إعجاب الأطفال، وشكراً لهم على تصفيقهم وترحيبهم..

أحاول كل جهدي البحث عن مطبعة في سوريا أو في لبنان، وإلى الآن لم يأتني الرد من الأخ د. حداد. وكم أعجبت بتعليق الأخ كامل المر: آخ منك آخ يا باخ.. في عندي كنز عظيم مثل كنوزه الرائعة في كتاباته. أنهيت أمس أنشودة لأطفال الحضانة ينشدونها في تخرجهم وجعلت عنوانها: أهلاً أهلاً بالزوار. كما أنهيت أوبريت صغيرة للأطفال تأجل إخراجها وتنفيذها للعام الدراسي القادم.. وبتأثير من بديع الزمان الهمزاني أعددت مقامة ربما تمثل في الأكاديمية لطلاب 11و12 ربما.. وتبدأ:

أنا عيسى بن هشام، اشتهيت وجبة من طعام، وأنا في بلاد العم سام.

وبالمناسبة جاء زوج ابنتي من لندن: زياد، وشاركني أيام هذا العيد، وقد ذبحت الخراف البشرية على أرض الأمة اليعربية. اليوم، سافر زياد إلى لندن، وبعد شهرين سأكون في لندن للإستجمام، وليتنا نلتقي في لندن لنمضي كل ألأوقات ونحن نعيش بين أحضان الكلمة الشاعر والآفاق المموسقة، كما يقال اليوم. لكني تذكرت ما قاله مرة تولستوي، ما لفظه: لقد غرقنا في الوحل ثلاث مرات، وقلها غرقنا في برك الدم.. ثم غرقنا بالوحل ثلاث مرات.. ولكن ليس هناك من هو أنظف منا.. أليس هذا هو التطهير الذي دعا إليه دانتي في جحيمه؟ كم مطهراً غرقت فيه أمتنا؟

كم مستنقعاً صنعناه بأنفسنا ثم رمينا صناعتها على أيدي الاستعمار؟

أخي شربل..
مهما اشتكى النبض إلى النبض فإن المأساة أقسى من يتحملها نبض أو فكر.. إنه نفق مأساوي شديد العتمات أعادنا إلى قرون الظلمة والظلام.

أحييك يا أخي.. ولعل الأخ حداد يسعفنا بآرائه من أجل طباعة قصص الأطفال.. وأرجو أن تهدي سلامي وأشواقي إلى أستاذنا كامل المر، والى الاخوة الياس وفؤاد ونعيم وعصام وعصمت وزين وراشد وجوزاف وجميل وأنطونيوس وأكرم، كما أخص بالسلام الوالدة الكريمة، وأتمنى أن تكون قضية لبنان قد حلت وتحللت من أشواكها الدامية، طالما عاد إلى بناية المر في بيروت مظهر العودة إلى الحياة الطبيعية.

بانتظار رسالتك القادمة، أرجو أن تكون كل ألأمور على أطيب حال.

هل ترى معي إرسال عدد من القصص للأطفال وتباع بالمكتبات العربية أو في الأوساط العربية على سعر هو دولاين؟ وإن وجدت بها صعوبة فأرجو أن تعتبر هذا المقترح ملغى.. ويبقى الأمل في الصبر.

وإلى اللقاء

أخوك
محمد زهير الباشا
**