فرجينيا/24/4/1989
خيي شربل
سلاماً وتحية وبعد..
فأين هي كلمتك التي عوّدتني أن أشفى بها من غدرات الزمان؟ أين عطرك الذي أنتظره ليريح على آفاقه أعصابي؟
ما بالك يا أخي ويا شقيق الروح، هل آلمت إحدى كلماتي نبضة من قلبك؟
هل لأني تجرأت ورغبت أن نتعاون بنشر القصص والدراسات؟ وأنت إن رغبت نفّذ الاقتراح على بياض، وإن لم ترغب، ولم توافق، يبقى بيننا ما هو أقوى من الحياة.. ما بيننا يا خيي شربل مودة صافية دائمة مستمرة، وما اعتدت في حياتي أن أسير متطفلاً أو مستغلاً!
فأين هي رسائلك؟ صوتك أنتظره على شريط كامل لأعيش به وبنغماته أسعد أيام الحياة.. وما الحياة إلا لحظات عابقة بالمودة أنت صانعها.
هل كان في إحدى رسائلي ما عكّر صفو العلاقات، لا سمح الله؟
هل اندلق على أسطري زيت الكورة، فتسطح الزيت وغرقنا بشبر ميّة؟ لا أدري..
في كل يوم أنتظر منك رسالة، كلمة، صيحة غضب، نقمة على الأباطيل، فأتفاءل في مشرق غد، وأبحث بين البريد، فلا شيء جديد، ما الذي حدث يا ترى؟
إني أنتظر من دمشق ما كتب حول دراستي المتواضعة، ولم يصلني أي شيء من دمشق، ودمشق باتت مدينة الأعاجيب والغرائب، بعد أن عمت الخرائب نفوس الناس.
أرسلت إليك قصة (نخلة في صحراء النقب) مع (خذوا بيتكم فإني راحلة) عن البيت في ساحة عرنوس، وأحصي الأيام والساعات لعل جريدة من سيدني تفك أسر أحلامي التي قيدها هذا الانقطاع.
أقول خيراً، وأنا الفخور بك وبشعرك، الفخور بهذه المودة والصداقة، ولا أريد أن أسترسل لأنك الذي تعلم ما بي من خلال كتاباتي، ولم يصلني أي كتاب من الأخ كلارك، كما انقطعت عني رسائل ألأخ كامل المر، وما زلت أحاول نشر الدراسات عن الأدب المهجري بمجلة ألأمة التي تصدر هنا.. لكني أراسلهم، ولا أستطيع الوصول إليهم ومقابلتهم.
فلم أتمكن حتى الآن من الحصول على سيارة مناسبة رغم ضآلة التقسيط أو الدفعة الكاملة لسيارة مستعملة، فأنت ألأدرى ما يكلف الدواء لمعالجة أم تميم، ففي كل يوم عليها أن تتناول ثلاث مرات الحبوب الخمس أو الست، ومن واجبي أولاً أن أهيىء لها العلاج والدواء وأقساط المستشفيات الثلاث. أقول هذا للتوضيح فقط، وليس المقصود به أي شيء.
وأردت من خلال نشر القصص ـ قصص الأطفال بالعربية والإنكليزية ـ ونشر الدراسة عن المتنبي أن نتقاسم معاً كل الذي يمكن أن يحصل نتيجة النشر والطباعة. أكرر طرح اقتراحي إليك، فإن وجدته مناسباً فتوكل، وإذا رأيته غير مناسب، فإننا نبقى إخوة متحابين، يجمعنا الشعر والقصيد، وخدمة هذا الفن، وإن وجدت أي حل آخر، لإأنا موافق معك على بياض.
واسلم لأخيك الذي يقدر فيك حرصك على هذه الاخوة، وأنا بانتظار رد منك. سامحني إن هفوت مع أحد، وإلى لقاء برسالة توقظ فيّ مواجع هذا الصبر المرير.
أخوك
محمد زهير الباشا
**