قاموس البريد


فرجينيا/8/5/1989

أخي الأحب شربل

سلاماً وأشواقاً وبعد

وصلتني الملصقات في اليوم الأول من عيد الفطر، وسررت بها كثيراً، وأمسكت القلم وسطرت كلمة زغيرة، لعلها تلقى بصوتك، وبنبضات قلبك. وثق أن القلب واحد في خفقاته، وزفراته، وغضبه، وهناءته، وكدت أضع تلك الكلمة بالبريد ـ وحدها ـ لكن مركز البريد لم نعرف موضعه بعد، وعندما عرفناه ما وضعنا الرسالة، إذ أقبل إلينا الزائرون، وجاءتني كلمتك في رسالتك، أبعد الله عنك الهموم، ولا أريد أن أثقل على أحد بأي شيء، فكيف بالأخ الأفى شربل.

كل ما في الأمر كان اقتراحاً، إن كنت على استعداد الآن لنشر ما لديّ من مخطوطات فليكن، وإلا فالزمن قادم لعله يضيء لنا دروب الخير.

ويا أخي الأحب..

أنا أعمل بهذا القول: لو تكاشفتم لما تباغضتم.. ومعاذ الله أن يكون بين شربل وزهير إلا المحبة الكاملة والصفاء والود والاخلاص..

سننتظر الفرج القادم إلى لبنان..وحينئذ لكل حادث حديث، وتبقى أنت، والله على ما أقول شهيد، الأخ المفضل، والانسان الذي جرت محبته في دمي وتفكيري، والحديث عن الهموم يطول ويطول.

وصلتني الملصقات، وشكراً بل ألف شكر لك وللاخوة الطيبين من أبناء بلدتي الحبيبة مجدليا، وهي المجد لله، ولا بد أن تصل إليّ الكتب خلال أيام، فاطمئن واشكر للأخ كلارك جهوده.

ولم يصلني إلى الآن أي جهد، أو أي نقد، أو أي دراسة حول دراستي المتواضعة، لا من دمشق ولا من غيرها، لا أدري ما هو السبب؟

تصور في هذه ألأرض أن أحدهم طلب مني أن أتحدث في التلفزيون لوجه الله، وكل حديث مدته عشر دقائق، فهيأت له عنواناً أسميته: مشاعل على دروب الحضارة.. وما طلبت منه أي شيء، سوى أن هذا البرنامج يتحدث عن العربية وروادها وعلمائها ومفكريها وأهل البصرة والكوفة، وعلماء النحو والصرف. وما زلت أحاول نشر دراسات متنوعة في مجلة الأمة الأسبوعية، والتسويف وارد..

حماكم الله من أي خسارة مادية، وأتمنى من صميم قلبي لو أن في اليد ما يسعف لما قصرت لحظة، فليبارك لكم الرب فيما تنتجون وتعملون وتعبرون.

أكرر شكري لك ولجهودك ولكل من عمل ويعمل من أجل إعلاء كلمة الحق والعدالة، ولا بد أن يأتي يوم لبنان.. يوم التحرر والتحرير. وأرجو أن تعتبر رسالتي تلك ملغاة من قاموس البريد، واصفح عني فأنت الأخ الأوفى على مدى الدهر.

تحياتي وسلامي إلى أفراد الأسرة، وإلى الأخ كامل، والأخ بو رزق، وإلى كل أبناء مجدليا.. أبناء بلدتي الحبيبة.

أم تميم تهديكم عاطر سلامها، وتتمنى أن تقرأ وتسمع قصائدك بصوتك الشاعري، ونحن جميعاً نؤيد هذه الأمنية.

ودمت أخاً وإلى اللقاء

أخوك
محمد زهير الباشا
**