الكلمة المنداة

30/10/1991

الأخ الأعز شربل بعيني المحترم
سلاماً واحتراماً وبعد..
فكيف هي الصحة أولاً.. ولا تسأل عما تخبئه الأيام؟
أهجرتنا يا صاحب الحرف المعطر، والكلمة المنداة؟ سامحك الله، وهل أكتفي بسماع صوتك بالهاتف ليهدىء من شوقي إليك وإلى كلماتك التي هي البلسم في الغربة؟.. ففي كل يوم أكون على لهفة لأجد رسالة منك فلا أعثر.. ولكني أدهش وأتحسّر وأقول صبراً ليوم غد.

أتظن بي من دعاة السلام في هذا النظام العالمي؟ أيضاً سامحني الله، فلا أتهم نفسي وأنت مع نفسي شقيقها في كل نزيف وفي كل إشراقة.

وهل تعتقد أني من دعاة الحروب؟ لكني من دعاة الحق والسيف بيدي لأحمي به حقي وحق جاري وحق أجدادي. وليس من المعقول أن يخصص الله ربنا قطعة من أرض لإقامة مملكة بالدم والقتل والذبح.. لكني وجدت يوماً على سطح المياه في بلدي مذابح هي في التاريخ الإجرامي أقل جرماً..

ما لنا وللاجرام.. أفتقد كلماتك وأنت النبع الغني الذي ينثر الحب على أفئدة العصافير، وأنت على حروفك منارة الود والإخاء لتجمع كل من تكسرت أجنحتهم على آهاتك مشاركاً، متأوهاً عاشقاً كسر الأسنة.

أحييك، ومع هذه الرسالة (غربة بعد دين معاً).. وأنا بانتظار بسمة مودة على صفحة أقرؤها بقلبي وبخط يدك.

وإلى اللقاء

مع أطيب تحية إلى إخوتي في الصدق والحرف المقدس أعضاء الرابطة، والى الأخ الدويهي أطيب تحية، وله نسخة مع هذه الرسالة.

المخلص
محمد زهير الباشا
**