أم تميم


فرجينيا/30/11/1989

أخي شربل..

كيف صحتك وأحوالك؟

اعذرني أولاً لهذه الكلمة السريعة التي كتبتها الآن.. ولا أدري كيف جاءت، فقد كانت أم العيال أم تميم هي التي تنقد كل ما أكتب، لكنها منذ 9/11/ حتى تاريخه، وهي مصابة بفقدان الوعي والحواس بسبب نزيف الأوردة بالمخ، مما جرى عملية فتح الجمجمة مرة أولى ثم ثم ثم ثم جرت لها ست عمليات جراحية..لا نطق ولا تحرك سوى النبض والتنفس فقط.

والآن هي راقدة بالمستشفى جورج واشنطن بالعاصمة، بعد أن تم نقلها من المستشفى بفرجينيا إلى جورج واشنطن بطائرة الهليكوبتر، فاعذرني إن لم أكتب.. وثق تماماً لولا أخوتك ومودتك وصدقك لما استطعت أن أخط هذه الكلمة العجلى فاعذرني، وليعذرني كل من يقدّر ما يجري معي.. فكيف أتمكن من جمع أفكاري؟.. أخرج من البيت الساعة السابعة إلا الربع، وأعود في العاشرة ليلاً أو الثانية عشرة.. واليوم عدت إلى البيت الساعة التاسعة وأنا متعب أشد التعب.. ووجدت معزوفتك وكتبك والجريدتين، ورحت أبحث عن رسالتك حتى قرأتها في صدر معزوفتك.. وحاولت أن أكتب هذه ألأسطر وقد لفتت نظري حروفك في رسالة سابقة (بالي مشغول عليك كثيراً كثيراً).. فقلت في نفسي ما الذي سيحدث لنا؟ إنها نبؤة شربل.. ما الذي سيحدث؟ وكان تاريخ رسالتك 9/10/1989، والجواب سطر إليك 4/11/89 وبعدها بأيام فقدت أم تميم الوعي والإدراك، وراحت في غفوة عميقة لا يعلم مداها إلا الله.. أكرر اعتذاري لك وللأخوة الأدباء.

لعل الصبر وحده يرحمنا من عذاب الجسد.. أما عذاب الروح في الغربة فأين نجد له الصبر والرحمة؟

سلامي إلى الجميع مع تحياتي ألأخوية

المخلص
محمد زهير الباشا
**